الفرق بين حياتي في الـ21 والـ28

هذه 7 أفكار بعد 7 سنوات من التحسين اليومي

 وقت القراءة: 4 دقائق
 عدد الكلمات: 1088 كلمة

الفكرة: لقد اخترت مساراً مختلفاً، وأنا فخور بتحمل هذه المسؤولية عن حياتي

مرحبا شباب
شكراً للقراء القُدامى على صبركم
وللقراء الجدد، أرحب بكم بحرارة

نشرة اليوم مختلفة، انتظرت 5 سنوات لكتابتها، وأخيراً تجرأت لأشارك أشياء شخصية معك

هذه الأيام احتفل بمرور 7 سنوات على رحلتي من الفوضى إلى التحسين اليومي، هذه أبرز أفكاري

١. العمل الحر – طريقك لامتلاك حياتك

بعد سنوات العمل في وظائف لا تجعلني أشعر بالرضا، ومن الإستيقاظ من السادسة صباحاً للقيام بمهام تبدو بلا معنى
قررت أن أتبع مساراً مختلفاً ويناسبني أكثر، العمل الحر
أيضاً قررت استثمار كل ما أملك في نفسي

لست نادماً على أي شيء، لكن أشعر بحزن بسيط عندما أتذكر أنني لم أُغير المسار إلى بعد تجاوزي الـ24 من العمر
أعتقد أنه لو جربت العمل الحر بينما كنت في الجزائر، لكنت زرت جميع الأماكن التي رغبت في زيارتها
أما الآن، أشعر بأنني أمتلك حياتي، وهذا أمر رائع

٢. النمو الشخصي وتغيير هويتي

تغيرت كثيراً عما كنت عليه قبل 7 سنوات، أصبحت نادراً ما أخرج من البيت، توقفت عن التدخين، توقفت عن مشاهدة المباريات، وأصبحت أنام وأستيقظ مبكراً

مع ذلك، لازالت طموحاتي المهنية ليست واضحة، مازلت أقضي وقتاً كثيراً في العزلة والتأمل والكتابة
لم أتغير بشكل جذري، بل تخليت عن هوية مصطنعة كنت أتقمصها في أوائل العشرينات

عند إعادة التفكير في ما مضى، فكير مما تغير فيّ، لم يتعلق بتغيير من أنا
بل عبارة عن عملية تخلص من هوية مُصطنعة (أبو عنزة الإجتماعي) كنت أتقمصها

لم أعد ذلك الشخص المُتهور الذي كنت عليه، ما زالت هواياتي مثل القراءة، التعلم، الحديث مع الغرباء، ومساعدة الأخرين حاضرة
لكن الآن أفعل هذه الأشياء بإنتظام واستراتيجية (ليس عشوائياً)

٣. التخلص من السهر والتدخين

كانت سنوات تحت الـ25 مليئة بالسهر والتدخين
وكان تأثير هذين الشيئين على حياتي سلبياً أكبر مما تخيلت

خلال الأيام الماضية، فكرت بعمق في سنواتي الأولى من العشرينات، حين كنت أعمل في وظائف لا تُلبي طموحاتي ولا أهتم بها، فقط للحصول على راتب نهاية الشهر
جزء من الإجابة كانت الجمود ونقص الخيال. أما الجزء الأكبر كان التدخين وحياة السهر

كان يومي يبدأ بعد المغرب ويستمر حتى الفجر، مع تدخين، ولعب، ومشاهدة مباريات وأفلام

حتى وصلت للحضيض وقررت أنني لا أريد عيش تلك الحياة بعد الآن
اتخذت قراراً حاسماً بالتخلي عن هذه العادات فجأة وبدون تخطيط مسبق

فقط قلت: “هذه آخر علبة سأُدخنها” ومن ثم بدأت أقضي وقتي في تجارب جديدة
وببطء اختفت رغبتي في السهر، اللعب، التدخين، ومشاهدة المباريات

ليس لدي تفسير لما حدث، كل ما في الأمر أنني لم أرغب في عيش تلك الحياة
من خلال الكتابة والتفكر، أدركت أن قدرتي على مواجهة عدم اليقين هي ما دفعتني للتغيير

تلك الأيام، كنت دائماً مشغولاً بالدراسة والعمل، كنت أشعر بالذعر الشديد عندما لا يكون أحد حولي
كنت أذهب للمقهى وأُدخن مع الأصدقاء، وهذا كان يجعلني أشعر بتحسن مؤقت، هذا كان روتيناً سيئاً وكنت غارقاً فيه

الآن، بينما أعيش حياة أكثر صحة، أتساءل: كم منا يهرب من مواجهة نفسه من خلال ضجيج الأصدقاء؟

٤. الإبداع والتجريب

خلال الـ3 أعوام الماضية، جربت أشياء جديدة أكثر مما فعلت طوال حياتي
الحمدلله حققت بعض النجاحات في المشاريع التي بدأتها مؤخراً، وهذا يأخذني تدريجياً لأقضي وقتاً في صيانة وتطوير هذه المشاريع أكثر من الوقت الذي أقضيه في تجربة أشياء جديدة تماماً

خلال الأعوام المقبلة أُخطط لقضاء وقت أكثر مع عائلتي وأُسرتي
قد ابدأ مشاريع بسيطة جديدة، وقتها سأركز على التجربة في مساحات جديدة علي تماماً (أُفكر في إحتراف عزف البيانو)

إرتفاع دخلي نسبياً هذا العام، يرجع إلى تجربتي الكثير من الاشياء
أعلم أن مصاريفي سترتفع الأعوام المقبلة (مع الأسرة). هذا يعني أنه يجب بناء مصادر دخل إضافية

لذا أعتقد أنني سأخصص الكثير من الوقت لصيانة وتطوير ما هو قائم
ووقت للمزيد من المجازفة

٥. تبني الجرأة والمجازفة

لازلت أجد صعوبة في تبني الجرأة بشكل كامل
لكنني أملك ذلك الحد من التفاؤل الذي يدفعني دائماً للقول: “أستطيع السير في هذا الطريق، وبمرور الوقت سأكتشف كيف أجعله يعمل بفعالية”. حتى وإن لم أعرف كيف أفعل ذلك في البداية، إلا أنني واثق أنني سأعرف وأتعلم بمرور الوقت

لا أستطيع تبني أفكار مثل: “إن أخذت هذه الخطوة الجريئة جداً الآن ورفعت مستوى التحدي، فلن أبقى في اللعبة فقط، بل سأزدهر وأنمو وأحقق نجاحات عالمية يُشار لها بالبنان”. أبداً
أعرف أشخاصاً يفكرون بهذه الطريقة ودائماً ما تُدهشني تصرفاتهم
فهم يوظفون أشخاص وينفقون ملايين لتحقيق أهداف كبيرة جداً وبناء مستقبل واعد

بالنسبة لي، عادة ما أنغمس في مشاريع أستغل فيها طاقتي واهتمامي بها
بينما معظم الناس يتخلون عن مشاريعهم لأنهم لا يملكون الطاقة للإستمرار فيها يما يكفي لرؤية عوائد ملموسة منها
بما أنني أُحب ما أفعله، فمن المحتمل أنني سأحصل على مكافآت غير متوقعة فقط إن بقيت منخرطاً في هذه المشاريع لفترة طويلة وإستمرار تحسينها وتطويرها

الجرأة لا تعني المخاطرة الفائقة، بل الثقة في قدرتك على تحمل المسؤولية والتعلم من الأخطاء

أؤمن أن الاستمرارية في تحسين العمل تُثمر نتائج إيجابية، كما أثبتت تجربتي على لينكدإن
هنا قد يدور في ذهنك سؤال: هل هذه الاستراتيجية هي الأنسب؟

حقيقةً، لقد استفدت من بدايتي المبكرة على لينكدإن
لكن مع ظهور المزيد من الأشخاص الذي يلعبون نفس اللعبة التي ألعبها بحماس وجرأة أكبر مما أفعل
هذا يجعلني أتساءل:

هل يمكنني الإستمرار في الإعتماد تماماً على لعبة طويلة، بطيئة، وممتعة؟
هل سأجازف أكثر؟ أم سأستمر في اللعب على المضمون؟

سنعرف الإجابات بمرور الوقت

٦. الشغف بالكتابة

أصبحت الكتابة محور حياتي، وأصبحت أُحب الكتابة أكثر وأكثر
التحدي في اللعب بالكلمات يُصبح مُرضياً لي جداً

الكتابة هي محور دخلي وأهدافي، وبمرور الوقت تُشكل مسيرتي المهنية (أصبحت أُعرف عن نفسي كاتباً)

بدأت منذ ثلاث سنوات عادة الكتابة يومياً على لينكدإن
بدأت الكتابة عن نوشن، ثم عن الإنتاجية والعادات وبعد عدة أشهر تحولت للكتابة عن الكتابة نفسها

أستمتع كثيراً بالكتابة، وأعلم أنني أرغب في كتابة المزيد والمزيد من الأشياء
حتى أنني أُعلم عُملائي في “بصمة” كيفية تصميم نظام يجعل الكتابة أسهل عليهم ويساعدهم على الكتابة بإستمرار

مع حب عميق للكتابة، فإنني أهدف للإستمرار في إعطاء أولوية للكتابة خلال السنوات القادمة

٧. العقد القادم: موازنة بين الأسرة والعمل

العقد القادم من حياتي سيكون مليئاً بالتحديات والفرص
قد أحقق نجاحات كبيرة في مسيرتي المهنية، لكنها ستكون أيضاً سنوات سحرية لأطفالي إن أكرمني الله

السؤال هنا: كيف أوازن بين العمل على أشياء تهمني وتخصيص وقت أكبر لعائلتي؟

بالنسبة لمن لديهم سُلم وظيفي واضح، يمكنهم الحصول على مناصب أعلى مع أجر جيد، وهذا يسمح لهم بقضاء وقت أكثر مع عائلتهم
أما بالنسبة لي، أتوقع أن يكون الأمر مختلفاً قليلاً، فقد يتضاءل حماسي لبدء مشاريع جديدة أو لتكوين علاقات أكثر، وسأُقلل من التواصل اليومي مع غرباء كما أفعل الآن

لذا، أشعر الآن ببعض الضغط لتحقيق المزيد من النجاحات والمجازفة أكثر

في الوقت الحالي، ليس لدي أي إجابات واضحة، لكنني أستمتع بما أعمل عليه
وأعلم أني عائلتي ستحتاج للكثير من الدعم مني بمرور الوقت

لست متأكداً من كل شيء الآن، لكنني سأشاركك أفكاري على مدار السنوات القادمة بإذن الله في هذه النشرة إن كنا من أهل الأرض

اخترت لنفسي هذا المسار وفخور بتحمل هذه المسؤولية عن حياتي
هناك تحديات كثيرة تنتظرني وأواجهها بتفاؤل وفضول
بينما أكتب هذه الكلمات لك، فهذا يعني أنني مازلت أستمتع بما أقوم به
الحمدلله

مرت 7 سنوات على رحلتي، ومازلت في بداية الطريق

شكراً لقراءتك. يُشرفني اهتمامك، ويسعدني سماع رأيك
ترغب في مراسلتي ولديك آلاف الأسئلة؟ يُسعدني مُساعدتك. يُرجى الرد على هذه الرسالة
عدا ذلك، أراك العدد القادم

محمد أبو عنزة
تابعني على لينكدإن
أو احجز معي استشارة 

هللو هللو هللو: عندما تكون جاهزاً، يمكنني مساعدتك بطريقتين

Reply

or to participate.